الصناعات اليدوية ...تراث وطنى ومصدر جذب للسياح

تحتل الحرف اليدوية والصناعات التقليدية مساحة واسعة من التراث المغربي يعتمد فيها  الصانع(ة) على مهاراته الفردية الذهنية واليدوية ، باستخدام الخامات الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية المحلية أو الخامات الأولية المستوردة.

وتنعكس أهمية الحرف والصناعات اليدوية في أنها تدل على جوانب الهوية الوطنية للدولة المنتجة للحرف والصناعات اليدوية، ويمكن أن يحقق المغرب مكاسب مادية رائعة من خلال الاهتمام وتدعيم الحرف اليدوية.

وقد أدركت كثير من البلاد أهمية استثمار تراثها الحرفي ، فعملت على إقامة آلاف الورش والمصانع. وبالتالي إلى خلق مئات الألوف وربما الملايين من فرص العمل لشبابها، وإلى فتح أسواق لتصريف منتجاتها في كل مكان ، ما جعلها تتحول من دول فقيرة، أو دول مستهلكة لما ينتجه غيرها.. من أزياء وأثاث ومفروشات وأدوات منزلية وكافة احتياجات الحياة اليومية ، إلى دول غنية من عائد تصدير منتجاتها الغزيرة من الحرف اليدوية لمختلف أنحاء العالم، إضافة إلى تعميقها للبعد الثقافي كدول ذات إرث حضاري يجعلها تقف باعتداد أمام الدول المتقدمة في عصر العولمة، بلا ميزة تنافسية غير إبداعها الشعبي ‏.‏ 

يتوفر المغرب على موروث حرفي تقليدي ذا إشعاع دولي يتميز بتنوعه وغناه و أصالته، حيث شكلت الحرف التقليدية عبر العصور المجال المتميز لبلورة وتجسيد مهارات وإبداعات الصانعات والصناع التقليدين  المغاربة الذين تفننوا في تقنيات النقش والنحث والزخرفة، مستلهمين إبداعاتهم من الطبيعة والأشكال الهندسية المختلفة للتراث الثقافي والحضاري المغربي.

وقد ظلت هذه الثروة الحرفية الوطنية، وما تحمله معها من ذاكرة وقيم مشتركة، ومن ممارسات وطقوس وتعابير، حية تقاوم تقلبات العولمة والتطور المستمر الذي تعرفه أساليب الإنتاج، واستطاعت أن تفرض نفسها كرصيد ثقافي غير مادي، يعزز  الهوية الجماعية للمغاربة ويدعم صورة المغرب، وأيضا كوسيلة تساهم من خلال الأنشطة المدرة للدخل، في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

تم عمل هذا الموقع بواسطة